منبر الأصدقاء

في الذكرى السادسة والاربعين لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط

الثلاثاء 14 آذار 2023

عباس خلف


في الذكرى السادسة والاربعين لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط

رابطة اصدقاء كمال جنبلاط تعلن:

كلّما اشتدّت الازمات في لبنان ودنيا العرب وفلسطين يتساءل الناس: كم نحن اليوم بأمسّ الحاجة لرجال دولة من امثال كمال جنبلاط

بعد مرور ستة واربعين سنة على استشهاده في 16 آذار 1977، مازالت الاحداث والاخفاقات والازمات تؤكد ان المعلم الشهيد كمال جنبلاط يستمر علماً مميزاً على الصعيد الوطني اللبناني، كما على الصعيد العروبي المنفتح على الحداثة والديموقراطية والعدالة ، وعلى الصعيد الفلسطيني كمناضل لا يلين على صعيد الحقوق المشروعة لشعب فلسطين وحقه في دولة فلسطينية سيّدة مستقلة وعاصمتها القدس، تعيد اليها فلسطينيي الشتات، وعلى الصعيد العالمي كداعية للسلام ومقاوم شرس للاحلاف المسلحة التي تدمّر والمحاور التي تقسّم.

كمال جنبلاط مستمر في ذاكرة الملايين كمفكر انساني ، وكقائد مناضل نذر حياته لمقاومة الفساد والافساد والمحسوبية والفئوية الطائفية والمذهبية ، والذهنية الرجعية المركنتيلية.

كمال جنبلاط مستمر كمعلم بمشاريعه ورؤاه الاصلاحية : ينير الطريق ، يرسم الخطط وسبل تحويلها الى انجازات على ارض الواقع ويضعها بتصرف كل رجل سياسة يعمل ويناضل قي سبيل التطوير والاصلاح واقامة دولة الرعاية الاجتماعية والحماية والعدالة والحقوق المشروعة والمساواة على قاعدة دولة المواطنة والمواطنية الصحيحة.

ان ما نشهده في لبنان اليوم من ازمات خانقة على كل المستويات، وفي كل المجالات، وخاصة ازمة الشغور الرئاسي والشلل الحكومي والاداري والفشل النيابي ، حيث معركة الرئاسة تتأرجح بين تحجيم الدور الداخلي في صنع الرئيس، وتكبير الدور الخارجي وانتظار التوافق الاقليمي والدولي على اسم رئيس توافقي، ثم الضغط على الاطراف اللبنانية المتناكفة للقبول به وتكريسه انتخاباً صورياً في المجلس النيابي. وبانتظار الحلول المتعذرة حتى الان ، يتم توظيف الفراغ ومعاناة الناس في تحقيق اهداف ابعد من الرئاسة لمصالح فئوية ومحورية متصارعة لتأكيد قوتها وسيطرتها. الشغور الرئاسي يشكل مرحلة بالغة الخطورة توصل الى افراغ الدولة وتعطيل مؤسساتها، وتهديد حياة اللبنانيين اليومية ، وتعريض الكيان الى الزوال.

في مواجهة هذا الخطر المصيري، تلفت رابطة اصدقاء كمال جنبلاط ارباب الحكم والسياسة، والمتدخلين من الخارج الاقليمي والدولي، ان المدخل الى الانقاذ الفعلي ، موجود لمن يريد ان يعتبر ويعمل مخلصاً للانقاذ. في رؤية المعلم كمال جنبلاط لما يجب ان يكون عليه لبنان الذي حلم يإقامته وعمل صادقاً من اجل تحقيقه حتى الرمق الاخير والاستشهاد.

ففي الرابع من شهر آب 1960، ورداً على تساؤلات الاستاذ سعيد فريحة في جريدة الانوار حول ما يريده كمال جنبلاط من لبنان ، قال المعلم :

“ان ما نريده من لبنان هو تبديل وجه لبنان الطائفي وتوجيه مؤسساته وانظمته وذهنية شعبه الى تكوين وطن ودولة ، والطريق لتحقيق ذلك يقتضي العمل الجدي على :

1- تطبيق قانون “من اين لك هذا؟” من قبل المحاكم المختصة بحق الرؤساء والوزراء والنواب وموظفي الادارة وكل من تولى وظيفة عامة ، لان ذلك هو الوسيلة المطلوبة لاعادة هيبة الحكم والقضاء على الرشوة والفساد المسشتشري في البلد.
2- تفعيل اجهزة الرقابة والمحاسبة ، واحترام استقلالية القضاء.
3- اعتماد سياسة التخطيط لتطوير لبنان اقتصادياً والتوجيه لتنشيط القطاعات الانتاجية كالزراعة والصناعة وضمان تطبيقها.
4- تعيميم التعليم وتحديثه في مختلف المراحل ، والتركيز على التعليم المهني والتقني .
5- تحقيق اللامركزية الادارية والمالية والثقافية على اوسع نطاق لضمان حصول انماء شامل لكل المناطق
6- اعادة النظر في قانون الانتخاب ، والغاء الطائفية السياسية وتخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة واعتماد النسبية لحساب النتائج.
7- تأمين الرعاية الصحية والاستشفائية للجميع.
8- انشاء محكمة عليا تشرف على القضاء وتبحث في دستورية القوانين والقرارات والتصرفات العامة”

(المرجع: كتابه “دعوة الى الوطن عبر مؤتمرات ولقاءات ومواقف” – الجزء الاول – ص. 64)

وقبيل استشهاده في 13 آذار 1977 ، كتب كمال جنبلاط موجهاً كلامه للسياسيين ابان الحرب الاهلية الناشبة منذ نيسان 1975 طالباً:
“الاتفاق على الحل السياسي يجب ان يأتي في مقدمة الاهتمامات التي على اللبنانيين مواجهتها، لان مثل هذا الاتفاق يمهد الطريق الى عودة الاوضاع الطبيعية بما يحدثه من اطمئنان عام في البلاد ، وراحة نفسية للجميع . ويجب ان يدخل الى نفوسنا جميعاً التواضع بأن نتلاقى على قاسم مشترك نستطيع من خلاله ان نعبر هذه المرحلة المتفجرة بسلام، وبأقل ضرر ممكن ، وعلينا ان لا نجعل قطار القدر يفوتنا.”

وقتها لم تثمر الدعوة ، وحصل الاغتيال ، ثم توالت الاحداث والازمات التي اوصلت البلد الى ما يعانيه اليوم ، ويواجهه من مخاطر مصيرية .

كمال جنبلاط ساءه جداً التقاعس العربي عن دعم النضال الفلسطيني والاكتفاء بالتأييد الكلامي الخطابي في المناسبات فطالبهم قائلاً لهم :

“ان الانتصار على اسرائيل يبدأ في انتصار العرب على انفسهم وانانيتهم ونزواتهم ، وعلى روح التنافر والتنازع فيما بينهم . فلنفعل ذلك ، ولو لمرة واحدة. فنشكل قوة رادعة وقادرة على التصدي، وتقديم الدعم اللازم للعمل التحريري الفلسطيني ، وتمكينه من احراز النصر على العدو المغتصب.”

(المرجع: مقال له نشرته جريدة المحرر بتاريخ 28/7/1968)

وبعد ملاحظته ان الاوضاع ازدادت سوءاً على الصعيد العربي، عبّر كمال جنبلاط عن قرفه وغضبه مخاطباً الحكام العرب بالقول :

“حقاً، لقد فقد الحكام العرب المنطق ، وهم بذلك يمهدون لوضعنا بين المطرقة الاميركية والسندان الاسرائيلي في اتجاه تصفية القضية الفلسطينية والاستسلام لاسرائيل ، وعقد اتفاقيات صلح منفردة معها كل دولة عربية على حدة. الى اين سيقودنا ذلك؟ الى الكارثة حتماً. الكارثة التي ستكون ادهى واخطر من كارثة 1948.”

(المرجع: مقال له نشرته جريدة الانباء بتاريخ 14/8/1974)

وعلى ضوء ما وصلت اليه الامور من سوء اليوم على المستوى العربي والفلسطيني ، وما كان حذّر منه كمال جنبلاط، تدعو رابطة اصدقاء كمال جنبلاط العرب الى اليقظة والاتعاظ بالوقائع لتصويب المسار ، كما تدعو الاخوة الفلسطينيين الى الوحدة ، والتضامن لانجاح نضالهم وتحقيق النصر على العدو ، قبل ان يساعده ما هم عليه من فرقة على القضاء على كل امل فلسطيني بالتحرير وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، كما اراد لهم ذلك المعلم كمال جنبلاط.

عباس خلف
رئيس رابطة اصدقاء كمال جنبلاط


Shares
facebook sharing button
twitter sharing button
messenger sharing button
whatsapp sharing button
sharethis sharing button