إن ولاية الرئيس فؤاد شهاب كانت أكثر من تبدل شخص وعهد فهي بما تحلىّ به رئيس الجمهورية من شجاعة ومعنوية وروح اجتماعية تبغي الخير للشعب الكادح قبل كل شيء. وفيما تجلى فيه من عدالة لا تفرق ولا تميز ولا تحابي ولا تتعصب ولا تجامل كأنها تحقق للروح المسيح الإنساني الحقيقي لا الذين يدّعون النصرانية في سياساتهم وهم من المسيحية براء . إن هذه الولاية هي في الواقع عودة على بدء وانطواء لفصل الإنحطاط في حياة لبنان ولمسرحية الاستضعاف ومركب الخوف والنقص والحماية لمن يتجدد ويتقوى بالعودة إلى الينبوع الأصيل إلى نهج القادة الحقيقين للبنان وتوجيهه . هذا وجه من الوجوه التي نستحيلها ونكبرها ونشمخ بها في رئيسنا فكلما تتعرف إليه عن قرب يظهر لك أكثر فأكثر على حقيقته وعلى سجيته المفضلة في لبنان : هل سيتوفر لنا بعده في المستقبل رئيس يستطيع أن يتابع هذه السياسة ويحقق هذا النهج ويتمرس بهذه الروح من الشجاعة ومن الفضيلة والتحرر والعزة والكرامة وبهذا الجذب المحب المخلص على الفئات الاجتماعية الشعبية أياً أن كان لونها ومذهبها وحزبها ومكان سكنها وبهذه الاشتراكية المسيحية إذا صح التعبير
(المرجع من مقال له نشرته جريدة الأنباء في 8-9-1962)