ان الناظر الناقد للأوضاع المتردية في لبنان والتي تمثلت في فضيحة الفضائح كما اسميناها، أي في عدم مواجهة العدوان الإسرائيلي على مطار بيروت، يرى ان هذا الانحلال في العمود الفقري للدولة والكيان السياسي اللبناني القائم على الفكرة الطائفية وعلى استمرار الرجعية وعلى ديمومة الاحتكارات الاقتصادية، كل ذلك كان لا مندوحة له ان يحصل في سياق التطور اللبناني الحديث .

وكان لا مفر من ان تتوفق  هذه البحبوحة من المذلة والمهانة الوطنية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، بعد المذلة والمهانة التي نشعر بها كل يوم من الفساد المستشري في صلب الدولة وفروعها والاساليب الملتوية والخاطئة والروح الضعيفة التي تعالج بها شؤون الدولة .

وعندما حصل الاعتداء على مطار بيروت دون ان يلقى اي مقاومة لم نستخرب ابدا ذلك لان الدولة اللبنانية منذ نشأتها الحديثة لا تزال ترعى بالشكل مباشر وغير مباشر بذور التواكلية والخذلان والحماية الأجنبية التي غرسها في الذهنية اللبنانية منذ سقوط الامارة الشهابية وكرسها واقع الانتداب وواقع الاستقلال ذاته. (المرجع من مقالة في جريدة الأنباء في ٤/١/١٩٦٩)