إن الأحداث التي تحصل هذه الأيام في مناطق متعددة من العالم مأساوية ومرفوضة لأنها تضع حداً للتفاؤل في مستقبل على النطاق الدولي بعد توالي عجز الأمم المتحدة في إيجاد حل الاجتياح الأمريكي لفيتنام وبعد تقاعس الأمم المتحدة ذاتها في رد العدوان على الأراضي العربية وفي كبح جماح إسرائيل ومن يدعمها عن إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وإقامة دولتهم المستقلة .

إن مشهد الاندحار المعنوي للأمم المتحدة ولمبادئها في فيتنام وفي العدوان الإسرائيلي وفي التدخل الأمريكي في الدومينيك وفي محاصرة كوبا يشبه انهيار عصبة الأمم قبل الحرب العالمية الثانية ويؤذن بانفتاح باب صراع القوى في العلاقات الدولية ولا بد من السؤال الآن ماذا أعدّ العرب وقادتهم ، مهما بلغت التناقضات فيما بينهم ، ليس فقط لاستعادة الأراضي السليبة والقضاء على العدوان الإسرائيلي بل أيضا خصوصا لحصره ومنع امتداده في هذه المرحلة من شعور قادة إسرائيل بأن القوى العسكرية هي الفاصل الأخير في كل النزاعات ؟ فإذا أردنا فعلا وواقعا الوصول إلى حل سلمي وفرضه  في النهاية ، فلا يمكن أن يحصل ذلك إلا من مركز القوة بإجبار إسرائيل على الخضوع له ولا يمكن التوصل إلى هذا المركز من القوة بدون التوحيد المعنوي والعسكري على الأقل للطاقات العربية التي تجابه مباشرة إسرائيل وعدوانها فهل من أمل قريب بتعدي هذه الخلافات العربية وبالانتصار على هذه النزاعات ويصهر الطاقا العربية الدفاعية في المرحلة والقضية الواحدة فلسطين.

فعوض أن ننتظر الفرج والحصول من مجلس الأمن والأمم المتحدة أو من هذه الدولة الكبرى أو تلك يجب أن ننتظره قبل أي شيء آخر من أنفسنا

(المرجع من مقال له نشرته جريدة الأنباء بتاريخ 31/8/1968 )