انه اليوم الذي رسم للبنانيين، بالدم والألم، معالم الطريق الى الاستقلال الحقيقي. الشهيد رفيق الحريري الحاضر الدائم في ذاكرة الوطن، يطل من عليائه، وفي نفسه لوعة على ما آلت اليه الامور في لبنان بسبب العجز والفساد والزبائنية.
بهذه المناسبة، تتذكر رابطة اصدقاء كمال جنبلاط الشهيد رفيق الحريري الذي قضى من اجل السيادة والاستقلال على خطى المعلم كمال جنبلاط الذي سبقه في الشهادة من اجل لبنان السيد المستقلّ. وتعيد نشر ما كتبه رئيس الرابطة الاستاذ عباس خلف في 10 آذار 2005، اثر اغتيال رفيق الحريري، للذكرى والعبرة.
إستشهاد الحريري وولادة لبنان الجديد
في تاريخ لبنان والبلدان العربية، تبرز عادة القيادات الوطنية التاريخية المؤثرة والفاعلة في المجتمع، اما من صلب حركة عقائدية وجماهيرية، أو من ارث إقطاع سياسي أو عائلي، أو نتيجة ثورة او انقلاب عسكري يتزعّمه ضابط طموح وثوري. لا أذكر في التاريخ العربي المعاصر ان رجل أعمال ناجحا تمكن أن يصبح زعيما وطنيا بارزا وذو رؤية مستقبلية ومشروع سياسي وطني.
ظاهرة رفيق الحريري فريدة في الوطن العربي. في حياته: عبأ وجيّش قدراته المالية والتنظيمية الهائلة لخدمة مشروعه السياسي: الوحدة الوطنية والعيش المشترك بمساواة وكرامة، السيادة والإستقلال الناجزين، الإلتزام القومي بقضايا الأمة العربية، إعمار لبنان وإعداد بيروت لتكون مركزا إقليميا متقدّما في المال، والأعمال، والتكنولوجيا، والإعلام والإستشفاء، والتعليم، ومقرّا للمؤتمرات الإقليمية والدولية.
أما في مماته، فقد حقق ما لم يتمكن هو وسواه من القادة الكبار، من تحقيقه: وحدة وطنية شعبية أصيلة، وانطلاقة وحدة شبابية تتجاوز الطوائف والمذاهب والطبقات الإجتماعية والمناطقية.
اغتيال الشهيد رفيق الحريري أعاد الثقة والإعتبار الى الشباب اللبناني. كان الإحباط واليأس والقرف من ممارسات الطبقة السياسية في الثلاثين عاما المنصرمة ، قد غيّب الشباب عن ممارسة دوره الطليعي في الإعتراض على الفساد وفي إدارة البلاد وهيمنة الأجهزة الأمنية، وعن النضال من أجل استعادة الوطن سيادته وحريته ووحدته الوطنية. ان انتفاضة الشباب وتوحّدهم، بعد عقود من التشرذم والإنقسام والحرب، ربما يعتبر أهم إنجاز يشهده لبنان منذ تحرير الجنوب عام 2000.
ما الذي ميّز رفيق الحريري وأهّله ليكون زعيما مؤثرا في لبنان، وشخصية عربية وعالمية مرموقة:
أولا: الصدق والإستقامة والأخلاق الحميدة ومحبة الناس والإعتدال والعطاء دون حساب والمبادرة والدينامية.
ثانيا: الحلم بلبنان التقدّم والإزدهار، لبنان المشفى والجامعة والمصرف، لبنان التفوق والإرتقاء. كان همّ رفيق الحريري الأول تحقيق هذا الحلم. وفي هذا السبيل، سخّر كل إمكاناته وقدراته وعلاقاته وموارده الهائلة.
ثالثا: كان رفيق الحريري رجل دولة “STATESMAN” بالمعنى الراقي للكلمة، في التعريف العلمي المتداول في الدول المتقدّمة “رجل الدولة هو من يتقن فن تغيير المجتمع مما هو عليه، الى ما يجب ان يكون عليه. والفارق بين رجل الدولة الحقيقي ومدّعي هذه الصفة، ان رجل الدولة يتطلّع الى المستقبل، بينما المدّعي ينظر الى الحاضر، ورجل الدولة يلتزم المبادىء ويتطلّع الى الخلود، بينما المدّعي ينظر ليومه ولما تمليه مصالحه الآنية”، ورجل الدولة هو قائد سياسي يتمتّع بالحكمة والنزاهة واحترام الغير، وهو يلعب دورا فاعلا وموثرا في وضع سياسات الدولة والإشراف على تنفيذها.
كان رفيق الحريري رجل دولة بكل المعاني أعلاه. وما أندر رجال الدولة في لبنان وما أكثر المدّعين.
رابعا: أدار الشهيد رفيق الحريري أعماله الخاصة الواسعة والمتعدّدة المصالح بعقلية “الرئيس التنفيذي” (Chief Executive) الذي يضع نصب عينيه، ويركز على النتائج المحققة بالسرعة اللازمة. وهذا الدور الذي يعتبر الأهم في إدارة أي مؤسسة يتطلب وضع التوجه العام، لتحقيق الهدف المنشود والإشراف على
عملية التنظيم والتنفيذ. ومن يضطلع بهذا الدور، يجب ان يتحلّى بالمعرفة والمهارة في مجالات الإدارة والقيادة والتخطيط والتنظيم وتنسيق الأنشطة والموارد.
وفي الحقل العام، استغل الشهيد تجربته الغنية بالخبرة في القطاع الخاص، ومزج بشكل رائع وفريد بين مفهوم رجل الدولة ومفهوم الرئيس التنفيذي. فكان رجل الدولة الذي حاول تغيير المجتمع نحو الأفضل (مجتمع العدالة والمساواة والحرية والتقدّم الإجتماعي) بمفهوم الرئيس التنفيذي الذي يستخدم جميع الإمكانات المتاحة بفاعلية وتركيز (Focus) على النتائج بالسرعة القصوى. وفي سبيل تسريع عملية إعادة الإعمار واطلاق عجلة التغيير، لجأ الشهيد الى الإستعانة بإدارة “موازية” مؤلفة من بعض معاونيه في القطاع الخاص، وجلّهم من ذوي الخبرة والكفاءة والقدرة على التنفيذ السريع. ولقد تعرّض الشهيد للإنتقاد الحاد من أخصامه السياسيين لتجاوزه الإدارة العامة، رغم اعترافهم بعجزها وبيروقراطيتها المفرطة.
ان “جريمة العصر” التي أودت بحياة رفيق الحريري ورفاقه الشهداء، كانت السبب المباشر لإطلاق “انتفاضة الإستقلال” وتفجير ثورة من الغضب العارم ضد المجرمين القتلة، وفتحت صفحة مشرقة من الوحدة الشعبية الأصيلة والتضامن العفوي (الخالي من الزيف والتكاذب) بين شباب لبنان وشاباته، يبشّر بإقامة مجتمع تعدّدي ديمقراطي لا طائفي، يحقق العدالة والحرية والتقدّم الإجتماعي لكل الشعب اللبناني، ويصبح مثالا يحتذى في سائر أرجاء الوطن العربي.
شكرا رفيق الحريري. كنت في حياتك قدوة في الوحدة الوطنية وصاحب رؤية مستقبلية حضارية للبنان الغد. وأطلقت في استشهادك “انتفاضة الإستقلال” التي سوف تؤسس لقيام لبنان جديد بمستوى طموح شباب “ساحة الحرية”.
عباس خلف
* نشر هذا المقال في كتاب “رفيق الحريري، رجل من التاريخ” – إصدار مجلّة “تاريخ العرب والعالم” في 10 آذار 2005
رجل الدولة الحقيقي يجب ان تكون له دائماً عين على المبادئ يستلهم منها مواقفه وتصرفاته وعين اخرى على الواقع المحيط بتطبيقها
كمال جنبلاط
المطلوب ان تتحول المؤسسات الاقتصادية الى مؤسسات انسانية لأن "الاقتصاد" في النهاية ليس غاية بل وسيلة لتحقيق الانسان
كمال جنبلاط
لا حرية لمواطن فيما ينتقص من حرية الاخرين المشروعة
كمال جنبلاط
لا يهمني ان يقول الناس انهم تركوا كمال جنبلاط وحده، اعتزازي هو انني كنت ولا أزال دائماً وحدي، ولم ادخل يوماً في سياق آكلي الجبنة السياسية
كمال جنبلاط
لا يقوم العدل الا بتأمين العدالة وتوفير الاجهزة التي تقوم بتحقيق هذه العدالة
كمال جنبلاط
التعصب هو مصيبة الدنيا وآفة الدين ومهلكة الانسان
كمال جنبلاط
نحلم بسياسيين ورجال دولة همّهم الوحيد تنظيم هذه الدولة لا تفكيك عرى انتظامها وتطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية
كمال جنبلاط
نحلم بالمسؤول الذي يتجرأ على توقيف كل لبناني يقوم بتحريض طائفي
كمال جنبلاط
رجل الدولة الحقيقي يجب ان تكون له دائماً عين على المبادئ يستلهم منها مواقفه وتصرفاته وعين اخرى على الواقع المحيط بتطبيقها
كمال جنبلاط
المطلوب ان تتحول المؤسسات الاقتصادية الى مؤسسات انسانية لأن "الاقتصاد" في النهاية ليس غاية بل وسيلة لتحقيق الانسان
كمال جنبلاط
لا حرية لمواطن فيما ينتقص من حرية الاخرين المشروعة
كمال جنبلاط
لا يهمني ان يقول الناس انهم تركوا كمال جنبلاط وحده، اعتزازي هو انني كنت ولا أزال دائماً وحدي، ولم ادخل يوماً في سياق آكلي الجبنة السياسية
كمال جنبلاط
لا يقوم العدل الا بتأمين العدالة وتوفير الاجهزة التي تقوم بتحقيق هذه العدالة
كمال جنبلاط
التعصب هو مصيبة الدنيا وآفة الدين ومهلكة الانسان
كمال جنبلاط
نحلم بسياسيين ورجال دولة همّهم الوحيد تنظيم هذه الدولة لا تفكيك عرى انتظامها وتطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية
كمال جنبلاط
نحلم بالمسؤول الذي يتجرأ على توقيف كل لبناني يقوم بتحريض طائفي
كمال جنبلاط